إن الأدباء صاغوا عبارات ادبية ونثرية يسيل من بين جنباها قطرات من الحكمة في قرأتها تحدثك المعاني قبل انتهاءك من قراءة أخر نقطة حبر
يقول الجاحظ :
*** إني أزعم أن سخيف الألفاظ مشاكل لسخيف المعاني ***
وقال : " المعاني مطروحة في الطريق ، يعرفها العجمي والعربي والبدوي والقروي " وجعل المعوَّل في الكلام على تخيّر اللفظ وسهولة المخرج"
كما يقول أيضاً: " المعاني موجودة في طباع الناس ، يستوي فيها الجاهل والحاذق ، ولكن العمدة على جودة الألفاظ ، وحسن السبك وصحة التأليف "
قد يرى الكثيرون أن الكتابة ملك الكاتب وحدة ومعانيها تنحصر في فكره وعقله
إذن أنت تكتب لنفسك .. ولا يهمك رأي من يقرأ !!
كن واضح الفكر .. نيّر الفكرة .. سلسل التعبير
فإن ماتكتب تمر عليه آلاف العيون ومئات او عشرات القلوب
وقليل من العقول
فارحمهم .. واجعل لما تكتب وقعٌ في قلوبهم قبل أعينهم
:::::::
يقولون بأن الكلمة أمانة
فمالذي يفهم ياترى من هذه العبارة ؟
وكيف تكون الكلمة أمانة ؟
ربما في اللفظ .. فلا تكتب أقلامنا إلا ألفاظا محكمة
نراجعها قبل أن تسطر أقلامنا حروفها
وربما هي المعاني ..
وتكمن دائما روعة الموضوع في لبّه ومعناه
فليست كل المعاني عقيمة وليست كلها ثريّة بالفائدة
وهنا يأتي دور الكاتب المميز وأسلوبه الذي يطغى به على الجميع ويعتلي به قمة التحدي .. تحدي العقبات التي قد تعرقله وتخذل همته وتؤثر في نشاطه .. فما هي إلا عقبات يسهل تجاوزها بقلمه